إلى الِلقاء
"1"
أمسَكتُ قَلَمي ..
وبَدأتُ أرسمُ كَلِماتي ..
وأرسُمُ بِداخِلهِا أحزاني ..
لَم أكتُبُ الشِعرَ مَنذُ زَمَنٍ ..
وعُدتُ لأنشُرَ أحرُفي بِكُلِ إتقان ..
عُدتُ لِكَي أملأُ عَينيك أيها المَغرور بالدُموع ..
عُدتُ لِكَي تَعرف مَن أكون ..
فقَد إستعجلت الرَحيلَ دونَ تَفكير ..
وَ تَركتي قَلبي يتَلاطمُ كَموجِ البِحار ..
أقسِمُ لَك سَيدي ..
أنَكِ مَن أحبَبتُ دونَ كُلِ الرجال ..
ولَكنكِ كَسَرت قَلبي ..
تركتني أسيرُ دونَ طَريق ..
دونَ دَليلٍ .. دونَ رَفيق ..
سَيدَي ..
أهديك بعَضً من كَلِماتي ..
فالحُبُ مـاتْ ..
وماتَت مَعهُ ذكرياتي ..
سَيدَي ..
إفعَل ما تُريد .
فَلم أعُد مَن أُهمُكِ ..
فَسوايّ يُهمُكِ أكثر ..
رجاءً سَيدي ..
لا تَذكرني بَعدَ اليوم ..
فأنتِ مَن دَمرَ حَياتي وأنت لا تَدري ..
إذهب ..
فَعَسى يكونُ عُمرُكِ طَويل ..
وأوعدُكِ سَيدي ..
أن لا تَسمع شَيءً مِني بَعدَ الآن ..
أتَدري لِماذا ؟
لأنك مَن خانَ الحُبَ الَذي أنشأناهُ سَوياً ..
لاَنك مَن كَسّر رَوابطَ العِشقِ والهيام ..
سَيدَي العَزيز ..
صَحيحٌ أني مَازلتُ أحبُكِ ..
لَكن ...
ثِق جَيداً أنكِ بَعدَ ما تَقرأ مَا كَتبته لَك ..
فلم ولن يَبقى لَك أيُ شَيء بِداخلي ..
سِوى إسمُكِ الَذي إنحَفرَ على جِدارُ قَلبي دونَ أن أعلَم ..
مُعَذبَي ..
لَك وعَليك الآمانُ ..
فَلن يَعودُ لَك مَن تُفَكِر بِه ..
سأرحَلُ وأكتُبُ عَلى صَدري ..
إنسانةٌ مَجروحة ..
مِن شَخصٍ عَلمتُه كَيفَ الحُبْ ..
مِن شَخصٍ نَكَرَ المَعروفَ ..
ونَكرني ..
دَقَت سَاعةُ الفِراق ..
ولَحني عُزِفَ عَلى كُلِ مَكان ..
إنـهُ لَحنُ العَذاب ..
لَحنُ الحُزنِ والضيـاع ..
لاتَبكي يا قَلبي فَمن أحبَبتُهُ ضاع ..
ومَن عَشقتُه أصبَحَ وهماً يتَرددُ في كُلِ مَساء ..
سَيدَي .. إلى اللِقاء ..
فحُبي إليك أصبَحَ مَنثوراً في الهَواء ..
مَعَ النُجومِ وَ وسطَ السَماء ..
إلى اللِقاء ..
فَحُبك جَلبَ ليّ العَناء ..
أوعدُك أني سأنساك سَيدَي ..
فأوعدني بنسياني ..
فأنت مَن خَانَ الوَفاء ..