عن عامٍ مر وعن كل السنينِ
فما عدت أسمع صوتَ مطرٍ
قطراته تتنسم من نوافذ بيتي
وما عدت أسمع صوت رعدٍ
يزلل سماءَ أرضك فلسطينُ
فلسطينُ
لمَ جفت عيون السماءِ
عن البكاء لأجلك فلسطينُ
لمَ لا أسمع صوت رعدٍ
ولا أسمع سوى بكاءَ طفلٍ
كأنه صوت رعدك فلسطينُ
لمَ لا أرى ضوءَ برقٍٍ
يلمع في سماكِ فلسطين
ولا أرى سوى لمع القذائفِ
تخطف الأبصار وتذهل الألباب
لتشعل سماك فلسطين
لمَ لا أرى غيومَ شتاءك فلسطين
ولا أرى إلا غيوماً تلبدت
تنذر بصواعق الموت
لتخفي ملامح وجهك فلسطين
لمَ لا أرى جريان ماء شتاءكَ
ولا أرى إلا دماءً تجري نهراً
لتروي ثراك فلسطينُ
لما تغير لون الماء على ثراكِ
ليصبح بلون الدم ورائحة المسكِ
لما تغيرت رائحة أرضكِ
عن رائحة زهر البرتقال والزيتونِ
لتصبح برائحة الموتِ والقبرِ
لمِ يا شتاءُ لا تروي عطش أرضٍ
تحجرت جذوعها وجفت سنابلها
لما لا أرى زهر شتاءكَ فلسطينُ
تزينت لكل سهلٍ وأرضٍ وجبلِِ
ولا أرى سوى ذبول الزهر
يموت من الجوع والخوف
لمَ يا شتاء تحولت صيفاً
فاشتدت حرارة صيفكَ الصفراءُ
لتحرق عظمَ كل شيخ وإمرأةٍ وطفلِ
لمَ يا شتاء لا تنزل ماءَ طهرك
لتغسل به وجوهاً تخفيت
بغبار الدمار في كل بيتِ
لمَ يا شتاء لا تعطينا برداً
لنشعل ناراً تدفئ قلباً
جفت جوارحه من كل حسٍ
هل يا شتاء ستبقى غريباً
أم ستأتي بعامٍ جديدٍ
لتلبس ثوباً بغير ثوبك
وتهدينا به موسم خريفٍ
تتساقط به أوراق إنس
فلا ترحم به طفلاً ولا شيخا
لما يا شتاء أنت غريب